Page 108 - web
P. 108
دراسات أمنية
لتطوير وتحسين قوة الحوسبة الإلكترونية ،والتوسع في شبكات والأطر الثقافية التي يتبناها مصممو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
الجيل الخامس ،وتعزيز قدرات تخزين البيانات ،لتدعيم وتطوير عمل الفائق.
تقنيات الذكاء الاصطناعي الفائق ،وضمان القدرة التنافسية
كما ستبدأ القوى العالمية المتنافسة ،مثل :الولايات المتحدة
للمؤسسات الأمنية العربية. الأمريكية ،والصين ،وروسيا ،في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي
تطوير وتوظيف مواهب الذكاء الاصطناعي بتنفيذ مبادرات الفائق الخاصة بها وبتصوراتها ،وتطوع هذه الأنظمة وفق
استقطاب المواهب والكفاءات المتخصصة في تطبيقات الذكاء مصالحها ومؤامتها مع أهدافها وقيمها الخاصة ،وقد ينتج عن
الاصطناعي ،وتوفير بيئات العمل الجاذبة ،وفرص التعليم المستمر ذلك صرا ًعا عالم ًّيا ،من شأنه أن يقوض بشكل أساسي مقومات
والتطوير المهني ،بما يساعد في بناء قوى عاملة ذات مهارات
الأمن العالمي .
وكفاءات عالية. كما أن احتمال إدخال أنظمة الأسلحة غير الطبيعية التي تدعم
تهيئة القطاعات الأمنية لأن تكون مؤسسات جاهزة للذكاء الذكاء الاصطناعي الفائق إلى ساحة المعركة ،يمكن منظومات
هذه الأسلحة من أن تعمل دون تحكم بشري مباشر ،وأن يتم
اتخاذ القرارات وتنفيذ الإجراءات بناء على برامجها ومدخلات بياناتها
المسبقة ،وقدرتها على تحديد الأهداف والاشتباك معها بشكل
مستقل ،مما يترتب عليه تلاشى الحدود بين المقاتلين والمدنيين
الذين قد يصابون بشكل غير مقصود ،ويثير هذا التطور العديد
من المخاوف بشأن احتمالات تصاعد وتسارع الصراعات ،ويمكن
الإشارة هنا ،إلى أن تفويض الذكاء الاصطناعي الفائق في اتخاذ
قرارات الحرب أمر مثير للقلق ،لأن تكلفة أي خطأ لا رجعة فيها،
كما أن غياب المساءلة البشرية والرقابة في عمليات صنع القرار
بشأن الأسلحة ذاتية التشغيل ،يرتبط بالعديد من المخاوف
والتهديدات المرتبطة بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية لأفعالها
والنتائج المترتبة علي هذه الأفعال.
كما أن تطوير الجنود الآليين الذين يعملون بالذكاء الاصطناعي
الفائق ،يعتبر من المجالات التي تلاقي المزيد من الاهتمام من
المنظمات العسكرية ،التي تسعي إلى تعزيز فعاليتها في ساحة
الحروب ،وسيمتلك هؤلاء الجنود قدرات متقدمة من خلال
الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الفائق.
مما سبق ،يعتبر التحدي المتمثل في عدم توافق الذكاء
الاصطناعي مع القيم الإنسانية ،مصدر قلق كبير عبر مختلف
جوانب المجتمع والسياسة والأمن الوطني.
وبالرغم من أن الورقة أكدت على أن تطور التقنيات التكنولوجية
يحمل العديد من الفوائد والإيجابيات ،إلا أن مخاطرها الكبيرة
تشكل تحدي يجب على صناع السياسات الأمنية التعامل معه
والنظر إليه بعناية فائقة ،ووضع الإستراتيجيات لتطوير وإدارة
تقنيات الذكاء الاصطناعي الفائق بما يعظم فوائدها على الأمن
الوطني ويحد من مخاطرها ،وقدمت الورقة عد ًدا من التوصيات
على النحو التالي:
الاستثمار في البنية التحتية للحوسبة من خلال تخصيص الموارد
108